نقلا عن مجلة افاق لحواء
حذر طبيبان نفسيان من الآثار النفسية الخطيرة لتزايد ظاهرة العنوسة في مصر والمجتمعات العربية .
ودعا أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر ورئيس الاتحاد العربي للجمعيات غير الحكومية للوقاية من الإدمان احمد جمال ابو العزايم فى لقاء صحافي أجهزة الإعلام والمجتمع لمراعاة شعور وأحاسيس هؤلاء الفتيات مشيرا إلى انه قد يكون تأخر سن الزواج إيجابي في بعض الأحيان يدفع الفتيات للتحدي واثبات الذات.
وأضاف ان هناك أسباب كثيرة لتأخر سن الزوج لدى الفتيات أهمها الخوف من الزواج نتيجة الحياة المغلقة التي تعيشها الفتاة في العديد من المجتمعات العربية وعدم وجود ضمان أسري مشيرا إلى أن مقدار التعليم ونسبة جمال الفتاة تعد أيضا من الأسباب الأخرى للعنوسة.
وأشار الدكتور ابو العزايم، حسب وكالة الأنباء الكويتية، إلى أن الدراسات أكدت أن ارتفاع نسبة الأمية يؤدى إلى عدم قدرة الفتاة على التعبير عن نفسها بطريقة سليمة وعدم قدرتها على إيجاد فرصة تعلن فيها عن مميزاتها إضافة إلى تداعيات الحياة الأسرية والتجارب الزوجية الفاشلة او نتيجة الرعب الذي أصابهن أثناء عملية الختان والخوف من ليلة الزفاف .
وأوضح أن الظروف الاقتصادية وتفشى البطالة قد تكون من أهم الأسباب لتأخر سن الزواج خاصة مع التطلعات الواسعة للفتيات لفتى الأحلام مؤكدا خطورة هذه المشكلة من الناحية النفسية على الفتاة التى لها فى الأصل أحاسيس مرهفة وتشعر بالغيرة والحزن عندما ترى قريناتها متزوجات ومنجبات أطفال وهو ما يجعلها تشعر بالوحدة والعزلة .
ومن جهته قال أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور هاشم مجدي أن الإحصائيات تشير إلى وجود نحو 9 ملايين فتاة في مصر فاتهن قطار الزواج وان ثلث عدد النساء في الدول العربية يعشن نفس المشكلة مؤكدا أن العنوسة "غول" يهدد الفتيات المصريات والعربيات داعيا إلى الانتباه للعامل النفسي لدى هؤلاء الفتيات.
ودعا إلى ضرورة الاتجاه للتعامل مع هذه الشريحة من الفتيات بأسلوب راق وعلمي ونفسي بدلا من تحطيم هؤلاء الفتيات الباحثات عن الأمان وسط ظروف قهرية خارجة عن إرادتهن ولا ذنب لهن فيها ولكنها إرادة الله.
ومن جانب آخر وبعيدا عن المجتمعات العربية فقد قال استطلاع أن 52 بالمائة من النساء اليابانيات لا يرين في مؤسسة الزواج سببا للسعادة مؤكدات أنهن يفضلن البقاء عازبات .
ووفقا للاستطلاع الذي أجرته صحيفة (يوميوري شيمبون) وشمل ثلاثة آلاف امرأة من مختلف مناطق البلاد فان ثلاثا وخمسين بالمائة منهن لا يؤيدن وجهة النظر القائلة أن زواج الرجل يعزز مكانته الاجتماعية.
وقالت 44 بالمائة من المشاركات أن الزواج عامل أساسي لسعادة المرأة. ولم يظهر التقرير تأثيرا للصعوبات الاقتصادية خاصة ارتفاع أسعار المساكن على آراء ثلاثة أرباع المستطلعين الذين فضلوا عدم الاعتماد على أسرهم ماديا إن قرروا الزواج.
هذا ومن جانب آخر، تقول وندي بريستو الكاتبة الصحافية البريطانية والخبيرة في الشؤون العاطفية والحياتية في كتابها "عازبة وتحب عزوبيتها" ، العزوبية هي أن تكوني سعيدة مع نفسك وتشعري بالاستقرار كما لو كنت متزوجة، أي لا تعتبري عزوبيتك حظا ناقصا أو فشلا في اصطياد العريس المناسب بل توجهي لخدمة هدف مهم وهو تحقيق ذاتك كإنسانة مستقلة.
وتقول أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية، إن نسبة عدد السكان في العالم سترتفع 10 بالمائة بين نهاية التسعينات حتى عام 2021 وعليه سيزيد عدد العازبين والمطلقين 50 بالمائة، في الوقت الذي ستنخفض فيه نسبة الزواج 15 بالمائة، أي أن نسبة المتزوجين ستكون أقلية بين عدد سكان العالم في عام 2007 أما عدد الشباب العازبين بين 34 -44 سنة فسيزيد 50 بالمائة بين 2001 و2011 ، هذا يعني أننا نقبل على فترة ستكون العزوبية فيها مسيطرة على مجتمعاتنا بشكل واضح.
وتقول هيلين ويلكنسون مديرة مشروع التخطيط والتفكير الشعبي الحر التي تدرس التوجهات العامة في بريطانيا إن النساء اليوم لا يتزوجن لأنهن لا يعدن يطلبن الدعم الاقتصادي من خلال الزوج، لقد باتت لديهن قوة ثقافية واقتصادية تسمح لهن بالتحرر المادي، مما سينتج مجتمعا يتقبل العزباء واستقلاليتها.
فمن الطبيعي جداً والمتوقع، الشعور بالفراغ العاطفي في بعض المراحل لأن مشاعر الأنوثة تتحرك في داخلك، هوني الأمر عليك وخففي من حزنك باتباع نصائح "وندي بريستو":
- لا تقسي على نفسك، اسمحي لها بالتعبير عن مشاعر الحزن، لكن بحذر، لأنك في هذه الفترة تكونين حساسة وسريعة التأثير.
- لا تخافي من فكرة البكاء، أطلقي العنان لدموعك فنصف ساعة من البكاء تغسل قلبك من كل همومه وأحزانه.
- تجنبي مشاعر التشاؤم، لا تقولي مثلا "عندما أكبر لن أكون سعيدة" أو "حياتي كلها مرة".
- خذي قسطاً كبيراً من الراحة في النوم يوم عطلتك، وأن أحسست أنك لا تريدين النهوض من فراشك لا تنهضي.
- لا تغضبي من وضعك، فالغضب يصحبه فعل، مارسي التمارين الرياضة المرهقة وأضربي الوسادة أو كبسي بين يديك كرة مطاطية. اغلقي على نفسك بابا غرفتك أو سيارتك، واصرخي عالياً لتصرفي عنك كل ما يعكر مزاجك.
- تخيلي نفسك جالسة على كرسي قبالة رجل كنت تتمنينه زوجاً لك، عاتبيه وصارحيه بكل ما يختلج في صدرك، (قد تعتقدين أنها فكرة مجنونة، لكنها فعالة).
لو اعترتك الغيرة
شعور لا بد منه في بعض الأحيان، يغطيه قناع من المشاعر الجياشة، إحساس دفين يهزك كلما فكرت بصديقتك المرتاحة مع زوجها، السعدية بأولاها، هنا ينصح الخبراء النفسيون أن تتوصلي إلى مصدر غيرتك، ففي جذورها تقبع حاجة أو طموح أو استقرار لا بد من إشباعه.
- إذا كنت تغارين من صديقتك المتزوجة، فمصدر غيرتك الزوج الذي لم يدق بابك/ تذكري أن الحق عليه لأنه لم يأت.
- اكتبي له رسالة تعبرين فيها عن سخطك تجاهه واحتفظي بما تملكين من استقلالية وحرية.
- لا تدخلي التعاسة إلى قلبك، فمن لم يطرق بابك لا يستحقك.
إذا تملكتك الكآبة
يقول الخبراء، إن الكآبة إحساس داخلي بالغضب، وعليه اسألي نفسك عن سبب غضبك، إذا كان فقدان مشاعر العاطفة تجاه الشريك الآخر، عليك أن تقتنعي بواقعك الذي لا يمكن تغييره، وإذا استمرت عوارض كآبتك، راجعي أخصائيا أو اشغلي نفسك في أمور تحسن مشاعرك تجاه نفسك.
لو خفت...
قد تسيطر عليك فكرة الخوف من المستقبل وفقدان القدرة على الالتقاء بالشخص المناسب، الذي تكلمين معه مشوار حياتك، لكن فكري بتعقل:
- تنفسي بعمق، فالتنفس العميق يبعد الشعور بالخوف.
- اتصلي بصديقه حميمة تناقشين معها مخاوفك وتقنعك برأيها.
- سجلي كل مخاوفك من العزوبية، "لن أجد من يحبني.. لن أستطيع تدبير أموري.. لن أحصل على المال الكافي لأحيا حياة سعيدة"، حاولي أن تقللي من حجم مخاوفك بتهوين الأمور وليس تضخيمها.
- لا تنامي. لأن النوم لم يحل مشكلتك بل سيغرقك في حزن عميق.
من أجل السلام النفسي فكري بالآتي:
- أنا بخير
- حياتي أفضل من حياة غيري بكثير
- أتابع مسيرتي بثقة.
- على الرغم من صعوبة تجربتي، فأنا أستطيع تدبر شؤون نفسي.
- لا أحد يهم أكثر من نفسي.
- لا أحد يهتم أكثر من نفسي وراحتي.
- سأساعد نفسي للتخلص من كل المشاعر السلبية.
- حياتي ممتازة من دون رجل أتكل عليه.
- على الرغم من مرارتها، أنا أتعلم من تجاربي